إحصائيات
جهة الرباط–سلا–القنيطرة
مؤهلات متنوعة لتحقيق نهضة على كافة الأصعدة
تتطلع جهة الرباط–سلا–القنيطرة، وهي تسير على إيقاع نهضة عمرانية شاملة ومندمجة، بحكم المؤهلات الكبيرة التي تزخر بها، إلى تعزيز إشعاعها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وخلق دينامية سوسيو- اقتصادية جديدة في المنطقة.
وتحتل جهة الرباط – سلا – القنيطرة مكانة مهمة ضمن النسيج الاقتصادي الوطني، إذ تتوفر على مؤهلات متنوعة تمكنها من تحقيق التنمية في مجالات متعددة وتحسين ظروف عيش الساكنة من خلال العديد من الأوراش والمشاريع.
وتعتبر الجهة، التي تقع في الشمال الغربي من المملكة، ومركزها الرباط، وتضم كلا من الرباط وسلا والصخيرات–تمارة والقنيطرة والخميسات وسيدي قاسم وسيدي سليمان، جهة متكاملة تتوفر على كل المقومات لتطوير مختلف أنواع الأنشطة الاقتصادية من صناعة وفلاحة وسياحة وتجارة وخدمات. جهة متميزة بموقعها الجغرافي، ومؤهلاتها الاقتصادية والاجتماعية، وباحتضانها لبنيات تحتية تعليمية، وطبية، وثقافية و خدماتية متنوعة، كما أنها تعد الجهة الثانية على المستوى الديموغرافي على الصعيد الوطني حسب إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط.
- مشاريع جهة الرباط–سلا–القنيطرة .. نحو نهضة تنموية شاملة
- شبكة طرقية مهمة بمواصفات عالية
- بنيات ثقافية ذات قيمة عالية
مشاريع جهة الرباط–سلا–القنيطرة .. نحو نهضة تنموية شاملة
تشكل المشاريع التنموية الكبرى التي انخرطت فيها جهة الرباط–سلا–القنيطرة نموذجا متفردا يجعل منها فضاء جذابا للعيش وأحد الأقطاب الحضرية الكبرى الرائدة في استقطاب الاستثمارات.
ويعد البرنامج المندمج للتنمية الحضرية لمدينة الرباط (الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية) أحد أعمدة الأوراش التنموية بالجهة والتي ستساهم في تعزيز التنمية، والارتقاء بعاصمة المملكة إلى مصاف العواصم العالمية الكبرى.
ويشمل هذا الورش الضخم صيانة وتثمين التراث الثقافي والحضاري للعاصمة، والمحافظة على المساحات الخضراء والمحيط البيئي للمدينة، وتحسين الولوج للخدمات والتجهيزات الاجتماعية للقرب ودعم الحكامة الجيدة، وحماية وتأهيل النسيج العمراني.
ويهم هذا البرنامج، الذي رصدت له اعتمادات مالية مهمة بلغت قيمتها تسعة ملايير و425 مليون درهم، تعزيز وتحديث تجهيزات قطاع النقل الطرقي والسككي، وتطوير الحركية الحركية الاقتصادية والتجارية، ودعم القطاعات المنتجة، وتعزيز وتقوية البنية والشبكة الطرقية.
ومن جهته، يتوخى البرنامج المندمج للتنمية الحضرية لعمالة سلا (2016-2021) الذي رصدت له استثمارات مهمة، دمج جميع المشاريع والبرامج القطاعية والمحلية، مع تعبئة الموارد المالية اللازمة، وذلك بغية تعزيز وتقوية البنية التحتية والشبكة الطرقية بالعمالة، والمحافظة على المساحات الخضراء والمحيط البيئي، وتحسين الولوج للخدمات والتجهيزات الاجتماعية، ودعم الحكامة الجيدة خاصة في قطاعات الصحة والشباب والرياضة والتعليم، وحماية وتأهيل النسيج العمراني للمدينة، وتعزيز وتحديث تجهيزات قطاع النقل بالعمالة، وصيانة تثمين التراث الثقافي والحضاري، وكذا تطوير الحركة الاقتصادية والتجارية ودعم القطاعات المنتجة.
أما المخطط الاستراتيجي للتنمية المندمجة والمستدامة لإقليم القنيطرة (2015-2020)، والذي رصد له غلاف مالي تناهز قيمته 8,4 مليار درهم، والقائم على مقاربة مجددة من حيث أفقية واندماج وانسجام التدخلات العمومية، فيروم مواكبة النمو الحضري والديمغرافي الذي يشهده الإقليم، وتعزيز موقعه الاقتصادي، وتحسين إطار عيش ساكنته، والحفاظ على منظومته البيئية.
إضافة إلى ذلك، تحتضن جهة الرباط – سلا – القنيطرة مشروعين ضخمين، يتمثلان على التوالي في القطب التكنولوجي “تكنوبوليس” بسلا الجديدة، الذي يعد أرضية مخصصة لبلورة وتطوير مشاريع مبتكرة، تحتضن أزيد من 8000 مستخدم يمثلون مجموعات مغربية كبرى و مقاولات صغرى ومتوسطة، علاوة على شركات متعددة الجنسيات.
ويتمثل المشروع الضخم الثاني في المنطقة الحرة الأطلسية بالقنيطرة والتي تسعى إلى التخصص في مجال صناعة تجهيزات السيارات إلى جانب مجموعة من الأنشطة المرتبطة بها والموجهة أساسا للتصدير.
من جهة أخرى، تحتل الجهة مكانة متميزة على المستوى الفلاحي، إذا تتوفر على مؤهلات طبيعية هامة وتتسم بوفرة الموارد، حيث احتلت مقدمة الجهات على الصعيد الوطني، بأكثر من 12 مليون قنطار من محصول القمح اللين، وذلك برسم الموسم الفلاحي 2016 – 2017.
وتحظى السياحة أيضا بمكانة هامة داخل النسيج الاقتصادي للجهة، حسب معطيات المركز الجهوي للسياحة، إذا وبعد أن
شكلت لفترة محطة عبور، أضحت السياحة أحد أعمدة اقتصاد الجهة.
وتشكل التنمية الجهوية قطبا أساسيا ضمن كافة البرامج الاستراتيجية، حيث صادق مجلس الجهة في يوليوز من السنة الماضية على برنامج التنمية الجهوية، الذي يصل غلافه المالي إلى أزيد من من 46 مليار درهم، والذي يرتكز على ثلاثة محاور استراتيجية أساسية، منها المحور الاجتماعي، ويهم تمكين الجميع من فرص متساوية للنجاح وتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة ومتناسقة بكافة أنحاء الجهة، والمحور الاقتصادي ويقوم على تحرير الطاقات والقدرات للنهوض بالاقتصاد.
ويشمل المحور الاجتماعي للبرنامج التنموي للجهة، ثلاثة أوراش منها ورش مواكبة تعزيز وتحسين الكفاءات من خلال تعزيز التعليم بالمناطق القروية وشبه الحضرية والمحرومة، وورش توفير إطار عيش ذي جودة، وتأهيل المناطق القروية، والتأهيل الحضري، وتطوير العرض الصحي، ثم ورش النهوض بالثقافة والرياضة عبر تطوير الهندسة الترابية في التنشيط الثقافي، والنهوض بالثقافة والتراث، وتطوير الأنشطة الرياضية والترفيهية.
ويرتكز المحور المجالي على بناء تنمية مستدامة ومتوازنة ومتناسقة بكافة أنحاء الجهة من خلال ثلاثة أوراش كبرى تهم إعادة بناء التوازنات البيئية الكبرى من خلال حماية وتطوير البيئة وتحسين الخدمات الأساسية وتطوير أدوات المعرفة والتنسيق، وورش مواكبة تحول العالم القروي، ثم ورش تجهيز وربط مختلف المكونات الترابية بالجهة.
ويقوم المحور الاقتصادي على تحرير الطاقات والقدرات للنهوض بالاقتصاد من خلال دعم الابتكار والقطاعات الاقتصادية وتعزيز الجاذبية الاقتصادية وتعزيز التنمية المقاولاتية بجميع أشكالها.
شبكة طرقية مهمة بمواصفات عالية
تتوفر جهة الرباط – سلا – القنيطرة على شبكة طرقية مهمة، حيث يبلغ طولها 5725 كلم (78 بالمائة منها معبدة) تتوزع على الطرق الوطنية (482,2 كلم) والطرق الجهوية (991 كلم)، والطرق الإقليمية (3922 كلم)، وطرق مدارية تربط مدن الرباط وسلا وتمارة بالطريق السيار (53 كلم).
وتبلغ كثافة الشبكة الطرقية 12 كلم من الطرق بالنسبة لكل كلم مربع مقابل 8,6 على المستوى الوطني، في حين يبلغ عدد عربات النقل المسجلة بالجهة 58.727 عربة (2012).
كما تعتبر الجهة من أهم الجهات التي تتوفر على شبكة مهمة من الطرق السيارة تربط بين شمال المغرب وجنوبه وشرقه وغربه، حيث يبرز في هذا السياق، الطريق السيار المداري للرباط والتي تشكل فيه قنطرة “محمد السادس” الجسر المعلق بالطريق والأكبر من نوعه في إفريقيا، أيقونة معمارية فريدة صممت بمواصفات تقنية عالمية دقيقة، ووفق مقاربة إيكولوجية تستجيب للسياسات الدولية في ذا المجال.
وإلى جانب ذلك هناك الطريق الدائري الذي يربط بين مدينتي الرباط وسلا، على طول ثمانية كيلومترات، انطلاقا من شارع تادلة بالرباط مرورا بشارع محمد السادس عبر ممر تحت أرضي وينتهي عند الطريق الوطنية رقم (6)، بسلا.
كما تستفيد جهة الرباط سلا القنيطرة من شبكة السكك الحديدية التي تربط بين مدن الجهة وأهم المدة بالجهات المغربية الأخرى.
بنيات ثقافية ذات قيمة عالية
تتوفر جهة الرباط سلا القنيطرة على بنيات ثقافية مهمة لها بعد عالمي، من أبرزها متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط بصفته بنية ثقافية مشعة في المملكة، تسعى إلى تغطية تطور الإبداع المغربي في الفنون التشكيلية والمرئية من مطلع القرن العشرين إلى اليوم، والإسهام في التعريف بالفن المعاصر والحديث، والحفاظ عليه والارتقاء به من خلال الترويج له لدى الجمهور الواسع المغربي والعالمي.
كما تتوفر على متحف التاريخ والحضارات (سابقا متحف الآثار بالرباط)، حيث تجمع سينوغرافيا المتحف بين مسارين، يروي الأول تاريخ المغرب مند فترة ما قبل التاريخ إلى فترة الحضارة الإسلامية، أما الثاني فهو موضوعاتي يركز على مختلف مجموعات الرخام والبرونز.
وتنضاف لهده المنشآت الثقافية ذات القيمة العالية، مسرح الرباط الكبير الذي يعد واحدا من البرامج الوطنية للتنمية الثقافية بالنظر لموقعه الاستراتيجي حيث تلتقي جميع المعالم والمواقع التاريخية والتراثية والمدينتين القديمتين لسلا والرباط.
وهكذا، تسعى جهة الرباط-سلا-القنيطرة لتحقيق التميز بحكم الإمكانيات الكبيرة والمتنوعة التي تتوفر عليها والتي من شأنها الإسهام في تطوير قطاعات مهمة، من قبيل الفلاحة والصناعة والسياحة والبحث العملي، كما تتيح فرصا لتحقيق إقلاعها السوسيو اقتصادي، لتشكل قطبا صناعيا واعدا.